الإيزيديون في العراق وسوريا يطلبون النجاة من "داعش" في المحكمة
تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى اعتراف لجنة الأمم المتحدة بأن هدف عمليات "داعش" في العراق بحق الإيزيديين، هو إبادتهم.
جاء في مقال الصحيفة:
قالت النائب الإيزيدية العراقية عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" فيان دخيل لصحيفة "إيزفيستيا" إن اعتراف الأمم المتحدة بأن هدف عمليات "داعش" ضد الأقلية الكردية-الإيزيدية هو إبادتهم، هو خطوة مهمة.
بيد أن الإيزيديين يصرون، بعد نشر لجنة الأمم المتحدة تقريرها الخاص بشأن جرائم "داعش" بحقهم، على أن تحظى هذه المسألة باهتمام أوسع؛ لأن جميع أساليب الاضطهاد التي تتعرض له الأقلية الإيزيدية تندرج ضمن تعريف الإبادة الجماعية. وقد سبق لبعض الدول أن اعترفت بأن هدف ما يقوم به "داعش" هو إبادة الإيزيديين.
وأضافت دخيل: "أنا آمل بعد أن اعترفت المنظمة الأممية بهذا الأمر، بأن يحال الموضوع إلى محكمة الجنايات الدولية.
وأكدت فيان دخيل أن بغداد، بغض النظر عن العمليات التي تنفذها القوات الحكومية ضد "داعش"، لم تتخذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الإيزيديين، بينما بذل إقليم كردستان العراق كل ما في وسعه في هذا المجال، حيث تم تخليص أكثر من 2000 إيزيدي من قبضة "داعش".
هذا، وكانت لجنة الأمم المتحدة قد اعترفت في تقريرها، الذي قدمته إلى الدورة الـ 32 لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة في جنيف ونشرته يوم 16 يونيو/حزيران الجاري، بأن عمليات "داعش" هدفها إبادة الإيزيديين في العراق وسوريا. واستندت اللجنة في تقريرها إلى 45 مقابلة أجرتها مع أسرى كانوا لدى "داعش"، من بينهم: رجال دين وناشطون اجتماعيون، ومهربون، وحقوقيون، وصحافيون، وعاملون في مجال الطب.
وجاء في التقرير أن "تنظيم "داعش" نفذ عمليات إبادة وجرائم عديدة ضد البشرية وجرائم حرب ضد الإيزيديين، الذين لا يزال عدة ألوف منهم أسرى لديه، ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والاضطهاد".
ويشير تقرير اللجنة إلى أن الإرهابيين لا يقتلون الإيزيديون فحسب، بل ويتخذونهم عبيدا ورقيقا، ويستخدمون معهم مختلف أنواع التعذيب. وإضافة إلى هذا، يضعونهم في ظروف يموتون فيها ببطء ويحولون دون ولادة أبناء لهم، ويجبرونهم على اعتناق الإسلام ويجندون أطفالهم في صفوفهم. كل هذا يؤدي إلى إصابات جسدية واضطرابات نفسية مختلفة.
وبحسب معطيات لجنة الأمم المتحدة، فإن لدى "داعش" نحو 3.2 ألف إيزيدي غالبيتهم من النساء والأطفال. يحولون النساء إلى سبايا، ويستخدمون الأطفال في العمليات العسكرية. كما أن هناك ألوفا من الرجال والأطفال لا يزالون مجهولي المصير.
واستنادا إلى هذه المعطيات، تطلب اللجنة من مجلس الأمن الدولي إحالة هذه القضية فورا إلى محكمة الجنايات الدولية، أو تشكيل محكمة خاصة للنظر فيها.
من جانبه، يقول ممثل الاتحاد الدولي للمنظمات الاجتماعية الكردية ميراب شامويف إن هذه خطوة صحيحة ولكنها سابقة لأوانها. لأنه يجب العمل حاليا في اتجاه آخر. إذ تأتي عمليات إبادة الإيزيديين في المرتبة التي تلي عمليات إبادة الأرمن على يد العثمانيين، واليهود على يد النازية الألمانية. ومسلحو "داعش" يتهمون الإيزيديين بعبادة الشيطان، لذلك يعدون قتلهم مفيدا للإسلام.
ومن وجهة نظر شامويف، فإن إحالة هذه القضية إلى محكمة الجنايات الدولية أو تشكيل محكمة خاصة للنظر فيها، خطوة جيدة ولكنها شعبوية. لأنه يجب أولا اعتقال المجرمين حتى يحالون إلى القضاء.
لذا، وللتخفيف عن كاهل الإيزيديين، يجب تكثيف الجهود في مكافحة "داعش"، ولأجل ذلك يجب تقديم دعم أكبر للأكراد وتزويدهم بالأسلحة والمعدات اللازمة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب