النظام العالمي الذي بنته أمريكا في خطر

أخبار الصحافة

النظام العالمي الذي بنته أمريكا في خطر
النظام العالمي الذي بنته أمريكا في خطر
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/wlut

السياسة الداخلية الأمريكية القبيحة تلقي بظلالها القاتمة على جميع أنحاء العالم في عام 2024. فريد زكريا في واشنطن بوست.

شهد عام 2023 تحديا كبيرا للنظام العالمي الذي بنته الولايات المتحدة. والآن يتعرض هذا النظام للتهديد في ثلاث مناطق.

في أوروبا تحطم الحرب الأوكرانية القاعدة القائمة على عدم ضرورة تغيير الحدود بالقوة. وفي الشرق الأوسط تهدد الحرب بين إسرائيل وحماس بحدوث تطرف خطير في المنطقة. أما في آسيا فيستمر تزايد نفوذ الصين وصعودها. وكل ذلك يزعزع توازن القوى في العالم.

إن العامل المهم الذي يجمع بين تلك التحديات هو الحاجة للدبلوماسية أكثر من الردع. لقد تعاملت إدارة بايدن مع التحديات بالقوة وحشدت الحلفاء وتحدثت أحيانا إلى الخصوم. لكن النجاح في مساعيها يعتمد للأسف على سياستها الداخلية أكثر من استراتيجياتها الخارجية. فالاستقطابات السياسية الحاصلة والانقسامات بين الحزبين غير المسبوقة قد تعيق مواجهة هذه التحديات.

بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، هناك واقع روسي لا بد من ملاحظته. فروسيا تتمتع باقتصاد يفوق اقتصاد أوكرانيا بتسعة أضعاف قبل الحرب. وليس هناك بديل لاستمرار المساعدات الغربية لأوكرانيا، والضغط على كييف لحملها على تطوير استراتيجياتها العسكرية، والقضاء على الفساد وإصلاح الاقتصاد حتى تصبح جزءا من الغرب.

أما في الشرق الأوسط فالدبلوماسية يجب أن تتفوق على الردع، لأن إسرائيل يمكن أن تنتصر عسكريا بالمفهوم الضيق للكلمة، لكن على الولايات المتحدة ان تضغط على إسرائيل لتعالج حقيقة أن هناك 5 ملايين فلسطيني في االأراضي المحتلة دون حقوق سياسية ودون دولة.

تمثل الصين أكبر التحديات. وهذا التحدي سيشكل النظام العالمي على المدى الطويل. ومن المهم أن لا ننزلق لحرب باردة ثانية، مع سباقات التسلح في الأسلحة النووية والفضاء والذكاء الاصطناعي. ولذلك فإن بناء علاقة عمل مع بكين واستخدام لهجة أكثر تصالحية من شأنه أن يأتي بنتائج دبلوماسية مرضية.

ومقتاح المواجهة مع التحديات هو السياسة الداخلية للولايات المتحدة. ولعل العام القادم يكون بداية لنهاية السياسة القبيحة والاستقطاب في الكابيتول هيل، لأن هذا العام سيرسم مستقبلنا لعقود قادمة.

المصدر: واشنطن بوست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا